مسح رأي يخص أشجار الأثل وغيرهم وسور
الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية في الرابية المزمع بناءه
تحيط الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية في منطقة الرابية في مدينة الكويت أشجار أثل زرعت (حسب زعم الأشخاص الذين عاصروا تطور هذه البقعة من الأرض) منذ قرابة خمس عقود أو أكثر. وهي أشجار ملفته للنظر لحجمها العملاق. وهي أيضاً تزيد إلى هذه البقعة من الأرض أصاله وتاريخ في مجال الزراعة الكويتية بعد نمو وتطور وتوسع مدينة الكويت. لهذه الأشجار فوائد عديدة منها أنها كانت مصد للرياح وسياج لتحديد القطع الزراعية، فمنها تكونت بيئة حية داخل أسوار هذه الهيئة حيث يعمل فيها موظفين الدولة مستقبلين عن طريقها مراجعين وزوار من داخل الكويت وخارجها، وفي الهيئة تسكن طيور مختلفة وتزورها طيور أخرى محلية ومهاجره، وفيها زرعت أشجار مختلفة منها المثمر كالنخيل والزيتون والبمبر والسدر والحمضيات والغير مثمرة كالكافور والصفصاف وشوكت مدراس وأشجار الهجليج العملاقة كذلك؛ كما أن هذه الأرض الحية تزرع عليها محاصيل زراعية موسمية مختلفة كالوان الطيف في حقولها الخصبة وفي البيوت المحمية الباهظة الثمن. ولقطاع الثروة الحيوانية نصيب أيضا منذ إنشاء هذه المنطقة، حيث كانت تقطنها أبقار ومواشي وحتى الدواجن والطيور. فعلاً لهذه الأشجار أثر كبير يمكن للقلة من الناس أن يشعر به وهو أثر ايجابي نستشعر منه روح الطبيعة والاندماج والتعايش بين الإنسان والحيوان والنبات في دولة صحراوية ليس للشجر فيها مكان سوى ما زرع من قبل القدماء المخلصين والمحبين للخَضار والأشجار.
قام قسم بحوث وقاية النبات تحت مراقبة البحوث والتجارب الزراعية في إدارة البحوث والمشاتل الزراعية بالتعاون مع قسم الإحصاء في إدارة مركز نظم المعلومات بعمل مسح رأي يخص أشجار الأثل وغيرهم وسور الهيئة في الرابية المزمع بناءه لعينة عشوائية من موظفين الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية في مقرها الرئيسي في منطقة الرابية ومركز المختبرات البيطرية والزراعية والسمكية في منطقة أمغرة. استغرق المسح مدة أسبوعين في شهر أغسطس 2010. فتبين من المسح الآتي بإيجاز وبسرعة:
1. عدد المشاركين 206 موظف من مختلف إدارات الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية. منهم 129 ذكر و77 أنثى.
2. السؤال الأول: ما هو مستوى تعليم الموظف المشترك في المسح، حيث صُنّفت مستويات التعليم في ثلاثة مجموعات: مستوى تعليم أول، تعليم عالي وهو يشمل درجة الماجستير والدكتوراه. مستوى تعليم ثاني، تعليم جامعي شاملاً درجة البكالوريوس. ومستوى تعليم ثالث، تعليم على مستوى الدبلوم وشهادة الثانوية والمتوسطة وأدنى من ذلك. نتائج هذا السؤال تلخصت على هذا النحو: مستوى التعليم الأول 19 موظف وموظفة، مستوى التعليم الثاني 98 موظف وموظفة، ومستوى التعليم الثالث 88 موظف وموظفة. مع خطأ إحصائي واحد.
3. السؤال الثاني: إذا كان الموظف (مع) أي يرغب في بناء سور جديد للهيئة في الرابية، ضد بناءه، أم لا يهمه هذا الأمر. تبين النتائج أن 151 من موظفين الهيئة هم مع تحديث المباني والأسوار وبناء سور جديد، و28 منهم ضد هذا البناء، بينما 27 موظف لا تهمه مثل هذه الأمور ولا يعتقد أنها من الأمور الضرورية.
4. السؤال الثالث: أما بالنسبة لقطع الأشجار التي تحيط بالهيئة مع السور، فعدد 185 موظف يقولون أنهم ضد قطع هذه الأشجار وغيرهم، و19 منهم يقول أنهم مع قطع هذه الأشجار، وفقط 2 من الـ206 موظف يقولون أنهم لا يهتمون بهذا الموضوع.
5. السؤال الرابع: يخص هذا السؤال بملاحظة الموظفين الأشجار التي تحيط بسور الهيئة حين دخولهم وخروجهم من أرض الهيئة، وما إذا كانوا قد تفكروا بهذه الأشجار من ناحية العمر والحجم والجمال. فأجاب 194 موظف وموظفة بالإيجاب؛ فيما لم يلاحظ هذه الأشجار ولم يتفكر بهم 12 موظف وموظفه.
6. السؤال الخامس: يتعلق بإهتمام الموظف بالبيئة وما حولها وما فيها كالطيور ومدى حبه لها كون الطيور تعشش على الأشجار وتأخذ الهيئة موطناً لها وهي بالتالي تجلس على أغصانها وتغرد طوال اليوم. فتبين أن 202 موظف مهتم بالبيئة وببيئة هذه الهيئة، بينما 4 موظفين ليسوا من المهتمين بالبيئة ولا من محبيها.
7. السؤال السادس: هل يعتقد الموظف تقليم وتهذيب تلك الأشجار والحفاظ عليها أفضل من قطعها والتخلص منها وزراعة أشجار بديله؟ فكانت إجابة 198 موظف بنعم، حيث أن تقليم وتهذيب الأشجار أفضل بالتأكيد؛ بينما 8 موظفين فقط قالوا أنهم لا يهتمون بهذا الأمر.
8. السؤال السابع: إذا كان الموظف يعتقد بأن هناك علاقة بين المكان وتاريخه منذ تأسيسه وعمر أشجار الأثل القديمة التي تحيط بسور الهيئة كونها زرعت عند تأسيس هذه القطعة من الأرض لغرض ادخال الزراعة في الكويت منذ عدة عقود ماضية. فأجاب 186 موظف بنعم، و20 موظف لا يعتقدون أن هناك علاقة بتاريخ هذا المكان وعمر أشجار الأثل.
مناقشة
تثبت هذه الدراسة السريعة الخاصة بأشجار الأثل وغيرها وسور الهيئة الجديد أن غالبية الموظفين الذين ضمنهم المسح (206 موظف وموظفه) في الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية مهتمين بالمحافظة على أشجار الأثل المحيطة بسور الهيئة حيث أن 185 شخص يرفض قطعها، و198 يؤيد تقليمها وتهذيبها دون قلعها بالإضافة إلى 151 موظف يصب إهتمامهم ببناء سور جديد للهيئة حتى تظهر الهيئة بشكل مناسب وحديث. وتبيّن من نتائج المسح أيضاً أن 194 موظف وموظفة يلاحظ هذه الأشجار حين الدخول والخروج من الهيئة. وبالمقابل فإن هناك عدد قليل من الموظفين إجاباتهم عكس ذلك حيث أن 19 موظف من الـ206 شخص يؤيدون قطع أشجار الأثل المحيطة بسور الهيئة لسبب أو لآخر، و8 لا يهتمون بتقليمها وبتهذيبها، و 28 يرفضون بناء سور جديد، بينما 27 موظف لا يهتم بهذا الأمر ولا يعتقد أن تغيير سور الهيئة شيء من الضروريات. بالإضافة إلى أن 12 موظف لم يلاحظ هذه الأشجار بتاتاً. أما بالنسبة لإهتمام موظفين الهيئة بالبيئة والطيور وغيرها فتكشف النتائج أن 202 شخص مهتم بذلك و4 من مجموع الموظفين لا تُعتبر البيئة من إهتماماتهم. وفيما إذا كانت هذه الأشجار تدل على تاريخ المكان وأصالته يقول 186 شخص بأن هذا صحيح، والبقية من الموظفين لا يؤيدون ذلك الفكر ولا يعتقدون بالعلاقة.
خلاصة
لاشك أن تحديث المباني الحكومية التي بنيت منذ أكثر من 50 سنة أصبح اليوم من اهتمامات المشاريع الحكومية في التنمية والتطوير، ولكن مع هذا التحديث أصبحت المشاريع لا تراعي المزروعات وخصوصاً الأشجار القديمة. وتظهر صفة التسرع في العديد من قرارات مصيرية كهذه - قلع أشجار وبناء سور على سبيل المثال؛ أو قطع وقلع أشجار لترصيف وصيانة شوارع وغيرها من المشاريع التي عادة لا يبالي مقرريها للأشجار والمزروعات القديمة والقيمة. فإذا كان من الممكن أن تـُحدّث مباني مع تفادي قلع أشجار فهاذا شيء جيد ومطلوب، وإن لم يكن ممكن فلابد النظر إلى الأولويات، ولو أن الأفضل هو عدم قلع الأشجار القديمة لتاريخها وفوائدها حيث أن منها الحفاظ على الرطوبة عند حقول الزراعة في الهيئة؛ مع الأخذ بالحسبان بطئ نمو هذه الأشجار بالتأكيد. فموضوع إزالة أشجار الأثل حول سور الهيئة يمكن التعامل معه بأسلوب لا يعرض الأثل إلى القلع، و نتمنى أن لا يُتعامل معها ومع أي أشجار ونباتات أخرى كقطع الأثاث ترمى وتبدل لأن هذه الأشجار وغيرها تحتاج إلى وقت حتى تصل إلى عمر وحجم وشكل ما، وهي ايضاً، لا ننسى، كائنات حية تتنفس وتتغذى وتنو وتموت. ولنقول أنه من واجباتنا واهتماماتنا اليوم هو احترام وتقدير جهود الأشخاص الذين قاموا بزراعة هذه الأشجار قرابة الخمس قرون أو أكثر لتكن معنا اليوم للاستمتاع بالنظر إليهم وللتظلل بهم وأن تكون موطناً للأحياء داخل أسوار الهيئة. وأخيراً، من المهم التوخي والحرص بقدر الإمكان في عدم قلع الأشجار أثناء بناء السور الجديد والاستناد إلى آراء المتخصصين في المجال الزراعي. لتبقى الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية متنوعة في الخضار والأحياء.
رأي موظفين الهيئة
نحن في هيئة زراعة فلماذا تقطع الأشجار؟
- نحن ضد قلع الأشجار.
- الطيور التي تغرد في الهيئة تعشش على بعض هذه الأشجار.
- الهيئة محط للطيور المهاجرة وموطن للطيور المحلية.
- اعملوا السور ولكن اتركوا الأشجار.
- قلـّموا وهذّبوا الأثل الذي يعيق عملية بناء السور.
- يجب على الهيئة الإهتمام بترتيب الأثل وتنظيف الأرض من حوله.
- لا تقلع الأثل بل المتوقع من الهيئة أن تزرع أشجار أخرى مع الأثل.
- هل هناك حل لبناء السور دون قلع الأشجار؟
- الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية تعرف بأشجارها الكثيفة.
- يصف بعض الموظفين الطريق إلى الهيئة لأهلهم وأصدقائهم ولزوار الهيئة بالنظر إلى أشجار الأثل الكبيرة التي يستطيعون رأيتها مجرد وصولهم إلى تقاطع الدائري الخامس وطريق العزالي (طريق 60).
- أشجار الأثل هي من تراث الكويت.
- لا أستطيع أن أرى أشجار تقطع.
- في الهيئة بومة وببغاوات فهذه الأشجار تحميهم.
- قامت الهيئة بقطع كم كبير من الأشجار في موقعها في العمرية، وهذا حرام.
- هذه الأشجار وغيرها تزيد إلى التنوع الأحيائي للهيئة.
- هذه الأشجار تسبح بإسمه تعالى يومياً.
- الهيئة اصبحت محمية وهذه الأشجار تلطف الجو.
- إذا كانت الهيئة ستزرع أشجار لعمل حزام أخضر في منطقة أم الهيمان للحد من التلوث البيئي، إذاً لماذا ستقلع الهيئة بنفسها أشجارها حول سورها في منطقة الرابية وهي اساساً تعتبر حزام أخضر؟! ما هذا التناقض.
- دول الخارج يهتمون بأشجارهم القديمة والمعمرة ونحن في الكويت نقلع الأشجار.
- الطيور تغرد على أغصان هذه الأشجار.
الرأي المضاد
- هذه الأشجار تعيق عملية بناء أساس السور الجديد.
- أنها مائلة على السور القديم وأنها ممكن أن تقع على السور الجديد بعد بناءه.
- أن هذه الأشجار تتصف بتساقط كم كبير من الأوراق فهي بالتالي أشجار وسخة.
- لون أشجار الأثل باهت فهو غير لائق اليوم مع الحداثة والزراعة التجميلية الحديثة.
- ستقوم الهيئة بزراعة أشجار غيرها بعد بناء السور الجديد.
- ليس للهيئة بنية تحتية وهذه الأشجار تعيق مخطط العمل.
- تصميم السور الجديد يتطلب إزالة الأشجار لأن من ضمن السور الجديد بناء شارع يجول مع السور الجديد حول الهيئة.
- أشجار الأثل تمص المياه الجوفية وتحدث خلل في الأرض.
- سور الهيئة متهالك.
- الأثل شجرة تزيد ملوحة الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق